اعتقال شاب بسبب تدوينة فايسبوك تعليقا على مقتل السائحتين الاسكندينافيتين

في الوقت الذي ندد فيه الجميع بمقتل سائحتين أجنبيتين بطريقة بشعة تتحدران من دولتي النرويج والدنمارك، كتب شاب من الجماعة الترابية تونفيت إقليم ميدلت تدوينة على الفايسبوك يشيد فيها بمقتل الشابتين بتلك الطريقة؛ وهو الموقف الذي أثار حفيظة رواد العالم الأزرق بمختلف شرائحهم واستنكروه بشدة.

محتوى التدوينة

كتب الشاب المسمى (ز.م)، البالغ من العمر 27 سنة، تدوينة "طائشة" كما وصفها الكثير من المطلعين عليها، وفيها يقول بالحرف "من باب حرية التعبير عن الرأي بخصوص الإنجاز الذي حققه بعض الإخوان في مراكش أقول: الحرية للمتهمين بقتل السائحة الدانماركية. الخزي والعار على واضعي قانون 03-03 المتعلق بمكافحة ما يسمى الإرهاب".

وزاد "على كل حنجرة تروج لمصالح الفنادق والكباريهات باسم الحداثة واحترام حرية المعتقد. الخزي والعار على مشجعي الفساد الأخلاقي والمتواطئين مع مريدي التهلكة لهذا البلد. فمراكش تستحق قنبلة نووية كي تفك ارتباطها بالسياحة الجنسية. ماشي غير داك الحادث الصغير والعارض"، حسب التدوينة.

وما زاد الطينة بلة، حسب متتبعين، هو تأكيد الشاب، الذي يملك حسابا على "فيسبوك" باسم مستعار بالأمازيغية اختار له "بويخوراننسواس" (أي "صاحب شخير الصباح")، على عدم حذفها مهما حصل. لتحذف في ما بعد دون معرفة من قام بذلك، هل إدارة "فيسبوك" أم هو، تقول المصادر.

جامعي يدخل على الخط

استنادا إلى مصادر متنوعة استقت منها هسبريس معلومات بخصوص صحة إسهام أستاذ جامعي في اعتقال الشاب، أكدوا أن الجامعي المعني كتب على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك" تفاعلا مع موضوع تدوينة الإشادة بالإرهاب ما يلي: "عاجل.. للمساعدة من أجل اعتقاله من أجل الإشادة والتحريض على الإرهاب. حسب المعلومات المتوفرة هو حاصل على الإجازة في قانون خاص 2015 من كلية الحقوق بمكناس. اسمه الشخصي... محمد.. من منطقة تمحضيت أو تونفيت. كان كثير الجلوس بمقهى تحفة بمكناس".

وما شجبه متتبعو ملف المجاز المعتقل حاليا بالدار البيضاء هو أن الأستاذ الجامعي المعني كتب على صفحته بـ"فايسبوك" طلبا موجها إلى "السيد عبد اللطيف الحموشي. المكتب المركزي للأبحاث القضائية. تبليغ حول الإشادة بجريمة إرهابية والتحريض ضد المسمى (م.ز).. من مواليد 1991.. من منطقة تونفيت. حاصل على الإجازة قانون خاص 2015 من كلية الحقوق بمكناس. هذا ما توفر لنا من معلومات". ليتم حذف التدوينتين بعد ذلك لأسباب مجهولة.

ظروف الاعتقال

مع الساعة العاشرة والنصف من ليلة الجمعة، طرق باب منزل عم المعتقل ما يقرب من 10 أفراد من العناصر الأمنية بأمر من النيابة العامة المختصة، وهم يسألون عن المسمى (ز-م). وبمجرد تعرفهم عليه، وضعوا له الأصفاد في يديه واستفسروا عن حاسوبه الشخصي.

وأجابهم أحد أفراد العائلة بأنه لا يملك سوى هاتف نقال، فصادروه وأقفلوا مغادرين المنزل بهدوء بعدما تسلموا ملفه الطبي، متجهين إلى ميدلت ومنها إلى الدار البيضاء صبيحة أمس السبت، كما أكد عم الشاب المضطرب عقليا لهسبريس.

شواهد طبية

حصلت هسبريس على نسخة من الملف الطبي لمحمد، الذي يؤكد أنه يعاني اضطرابات عقلية منذ سنة 2016؛ وهو الطرح نفسه الذي زكاه أفراد عائلته في اتصال هاتفي بهم، إذ شرع حينها في زيارة طبيب اختصاصي في الطبي النفسي، علاوة على اختصاصي في جراحة الدماغ والأعصاب، وهو ما أدى، حسب المتتبعين، إلى كتابة المجاز المعتقل تلك التدوينة بذلك المضمون.

وأكد العديد من أصدقائه لهسبريس في اتصالات هاتفية متفرقة، خصوصا من درسوا معه في الجامعة، أن الشاب لا صلة له بكل ما هو ديني أو عقائدي؛ بل يجد ضالته في كل ما هو يساري، وكان يتعاطف مع الرفاق في الجامعة.

الأسرة تناشد

تناشد أسرة المعتقل محمد المسؤولين من أجل إطلاق سراحه، نظرا إلى الاختلال العقلي الذي يعانيه منذ حصوله على الإجازة، ونظرا أيضا إلى الوضع الاجتماعي الذي يعيش على إيقاعه هو وأسرته، وأنهم سيصورون عما قريب شريط فيديو يسردون فيه معاناتهم معه، نظرا إلى الاضطرابات النفسية التي يعيشها، وما ينتج عنها من سلوكات غير مقصودة.

المصدر